تحفة تاريخية نادرة تحظى بفخامة عالية.. قصر عابدين
كتب : عبدالرحمن هاني
قصر عابدين :
واحد من أهم اماكن سياحية في القاهرة تستعرض
تاريخ الحقبة الملكية الحديثة بدايةً من عهد الخديوي إسماعيل الذي اتخذ
قرارًا ببناء القصر في الربع الأخير من
القرن 19 وصولًا لانتهاء الحكم الملكي في مصر بقيام ثورة 1952.صُمم هذا
القصر من قبل المهندس المعماري الفرنسي ليون روسو، والذي بدأ بناؤه في عام
1863م وانتهى منه في عام 1873.
يعد قصر عابدين من أهم وأشهر القصور وتحفة تاريخية نادرة تحظى بفخامة
عالية، ويٌذكر بأن هذا القصر شهد أحداث التاريخية مهمة بدأت في العصر
الملكي وانتهت بثورة تموز والتي أُقيمت عام 1952م، ومن هذه الأحداث كان
القصر البداية الأولى لظهور القاهرة الحديثة وحدث ذلك أثناء بناؤه ، حيث
قام الخديوي إسماعيل بإعطاء أوامر تنص على تخطيط القاهرة على النظام
الأوروبي من حيث الميادين الواسعة والشوارع الفسيحة والمباني والقصور
والحدائق الغنية بالنباتات النادرة والأشجار كأشجار النخيل، ولذلك يحرص
الكثير من الزورا الذين يهتمون بالمتاحف زيارة هذا القصر.
ويعود السبب في
تسمية قصر عابدين بهذا الاسم نسبةً إلى عابدين بك؛ وهو أحد القادة
العسكريين في عهد محمد علي باشا والذي كان يمتلك قصرًا صغيرًا في مكان
القصر الحالي، فاشتراه إسماعيل باشا من زوجته بعد وفاته، ومن ثم قام بهدمه
وضمَ إليه أراضي واسعة، وتم بعدها بناء ذلك القصر.
ويستعرض القصر هذه
الحقبة من تاريخ مصر من خلال مجموعة من المتاحف تقع في محيطه وتعرض
المُقتنيات الثمينة للأسرة المالكة والأسلحة التي كانت تُستخدم في عهدهم.
يحتوى القصر على مجموعة من القاعات والصالونات التي تتميز بألوان جدرانها
البيضاء والحمراء والخضراء، وكانت تستخدم تلك الصالونات؛ لاستقبال الوفود
الرسمية خلال زيارتها لدولة مصر، وبالإضافة إلى مكتبة القصر التي تحتوي على
ما يقارب 55 ألف كتاب، والمسرح الذي يتكون من عدة كراسي ومناطق معزولة عن
طريق الستائر والتي كانت خاصة بالنساء، ولكن في الوقت الحالي يستخدم هذا
المسرح للعروض المسرحية والتي تُعرض لزوار القصر، ويوجد بداخل ذلك القصر
أجنحة متعددة منها الجناح البلجيكي الذي صُمم؛ لإقامة ضيوف دولة مصر
المُهمين، وسمي هذا الجناح بذلك؛ نسبةً إلى ملك بلجيكا الذي كان الشخص
الأول الذي أقام فيه، والذي يضم سرير يحتوي على العديد من الزخارف
والرسومات اليدوية؛ لذلك يُعد تحفة نادرة. كما يضم قصر عابدين العديد من
المتاحف التي تعد غاية في الثراء التاريخي؛ ويعود السبب في ذلك إلى أن
أبناء وأحفاد الخديوي الذين حكموا دولة مصر قاموا بوضع لمساتهم وعمل بعض من
الإضافات على القصر وما يحتويه؛ لتناسب كل عصر، ومن هذه المتاحف متحف
الأسلحة والذي شهد لاحقًا أعمال تطوير وتحديث بأساليب متطورة وتم إضافة
قاعة إلى هذا المتحف وخُصصت لعرض الأسلحة المختلفة التي حصل عليها رؤساء
جمهورية مصر من الجهات الوطنية المختلفة، وأما عن المتحف الثاني في القصر
فهو متحف مخصص لمُقتنيات أسرة محمد علي باشا، والتي تشمل الأدوات والأواني
المصنوعة من الكريستال والفضة والبلور الملون وغيرها الكثير من التحف
النادرة. بالإضافة إلى مُقتنيات مُهداة من رؤساء العالم. ويتم الشرح من
خلال مُرشد مُعيّن من قِبل إدارة المكان مُقابل رسوم بسيطة.
وفي أثناء رحلة التنقل بين متاحف قصر عابدين المُختلفة يُمكنك إمتاع نظرك بجمال الحدائق والمساحات الخضراء الشاسعة التي تُغطي مُحيط القصر وطُرقاته الخارجية والمُصممة بما يُحاكي تاريخ عصرها.
ليست هناك تعليقات