آكلو لحوم البشر في القاهرة
كتب : يوسف السادات
في عهد المستنصر بالله خامس حكام الدولة الفاطمية العبيدية في مصر و
تحديدا سنة ٤٥٧ هجرية حدثت مجاعة عظيمة استمرت مدتها سبع شنوات هلك فيها
الحرث والنسل و انخفض منسوب النيل لدرجة أنه لا يمكن الزراعة.
فوصل سعر اردب القمح ما بين ٨٠ الي ١٢٠ دينار و رغيف الخبز ١٥ دينار.
وكانت الناس في تلك المرحلة تأكل الكلاب و القطط !!! حتي وصل سعر الكلب ٥ دنانير و القطة ٣ دنانير !
بعد اختفاء الكلاب و القطط و
ندرة القمح بدأت الناس في اكل بعضها البعض وكانو علي اسطح البيوت متربصين بحبال بها خطاطيف و يصتادون بها اي شخص يمر في الشارع و يذبحونه ثم ياكلونه.
وفي يوم من الأيام ترك
الوزير بغلته و دخل دار الخلافة وعندما خرج لم يجد البغلة فعرف من سرقها و أمر بشنقهم و تعليقهم علي
عمدان خشب.
وكان هناك حارة يطلق عليها "حارة الطبق" في مدينة الفسطاط, تلك الحارة كان بها ٢٠ بيت قيمة كل بيت ١٠٠٠ دينار وفي تلك الظروف تم بيع الحارة بأكملها مقابل طبق خبز واحد, كل
بيت مقابل رغيف .
ولم يكن المستنصر بعيد عن هذه الاحداث فلما كان
يخرج من قصره ليتفقد احوال البلد والناس كان يستلف بغلة الوزير وعند انهاءه لجولته يعيدها للوزير, كما باع المستنصر كل الحرير و السلاح و
الجواهر و حتي انه باع رخام قبور اجداده حكام الدولة الفاطمية
العبيدية علشان لاعطاء الجنود رواتبهم .
و من الغريب ان امرأة كانت تملك عقد قيمته ١٠٠٠ دينار وعرضته علي الناس حتى ياخده احد منها مقابل الدقيق
ولكن كانت تواجه الرفض الي ان احدهم قرر شراءه مقابل شوال من الدقيق فقامت المرأة بتأجير بعض الاشخاص ليقومو بحراسة الشوال حتي وصوله القاهرة مقابل " بعض الدقيق " وعند وصلهم الى باب زويلة اخذته منهم و ذهبت..
رأها الناس وخظفو منها الشوال واخذو كل ما به وكل ما حصلت عليه السيده هو قدر كف يديها وقامت بعمل قرص منه وذهبت امام قصر المستنصر بالله و قالت باعلي
صوتها :
"يا أهل القاهرة! ادعو لمولانا المستنصر بالله الذي اسعد الناس
بأيامه ، و أعاد عليهم بركات حسن نظره حتي تقومت -حصلت- علي هذه القرصة
بألف دينار" .
فلما عرف المستنصر بهذا الامر غضب واحضر الوالي و هدده و
أقسم بالله انه اذا لم يظهر الخبز في الأسواق و بسعر مناسب سوف يقتله و ينهب
ماله .
وعندما خرج الوالي ظل يفكر ماذا سوف يفعل الى ان وصل الى الحل..
وعندما خرج الوالي ظل يفكر ماذا سوف يفعل الى ان وصل الى الحل..
فذهب الى السجن و اطلق سراح مجموعة من
الاشخاص المحكوم عليهم بالاعدام و البسهم ملابس فاخرة و عمائم كأنهم من
التجار و عقد مجلس كبير و جمع تجار الغلة و الخبازين و الطحانين فاحضر واحد من المجموعة وقال له :
"ويلك أما كفاك انك استوليت علي مال الديوان الى ان
خربت الاعمال و محقت الغلال؟"
فأمر بقطع رقبته امام التجار وظلت
الرأس على الارض امامهم ، ثم احضر اخر وقال له :
"كيف جسرت علي احتكار الغلة و
تماديت فيما نهيت عنه الي ان تشبه به سواك فهلك الناس ؟"
فأمر بقطع رقبته و
تم ذلك أمام التجار الموجودين في المجلس .
فقال التجار للوالي :
"أيها
الأمير ما جري كفاية سوف نخرج الغلة و ندير الطواحين و نعمر الأسواق
بالخبز و نرخص الاسعار علي الناس و نبيع رطل الخبز بدرهم"
فقال الوالي "ليس كافيا"
فقالو له "رطلين بدرهم"
و بالفعل باع التجار حسب الاتفاق و اعاد الله كرمه علي الناس و عاد النيل بعد جفاف شديد و انكشفت الغمة .
ليست هناك تعليقات