كتب : جلال محمد
*معركة أو عملية تمويل السد العالي . سنتحدث في هذا المقال عن عملية التمويل وكيف تمت 👇
لقد أدركت حكومة الثورة (ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م) أن تطوير اقتصاديات مصر هو
الأساس الرابح لإقامة الحرية السياسية والاجتماعية في مصر .
فقد وجدت الحكومة أن كميات هائلة من مياه النيل تصل إلي 100 مليار متر مكعب سنويا يبتلعها البحر دون الاستفادة منها بأدني شئ ، رغم حاجتنا الي استغلال كل قطرة من مياه النيل ، فالأرض الزراعية لم تعد تكفي حاجة السكان الذين يتزايدون كل يوم ، وإنشاء سد علي مجري النيل يتحكم في هذه المياه الضائعة سوف يكون تحولا كبيرا في حياة المجتمع المصري وتقدمه ، فأخذت الحكومة تبحث وتدرس كل المشروعات الإنتاجية وتعمل علي تنفيذها بأسرع وقت وبكل جهد .
فقد وجدت الحكومة أن كميات هائلة من مياه النيل تصل إلي 100 مليار متر مكعب سنويا يبتلعها البحر دون الاستفادة منها بأدني شئ ، رغم حاجتنا الي استغلال كل قطرة من مياه النيل ، فالأرض الزراعية لم تعد تكفي حاجة السكان الذين يتزايدون كل يوم ، وإنشاء سد علي مجري النيل يتحكم في هذه المياه الضائعة سوف يكون تحولا كبيرا في حياة المجتمع المصري وتقدمه ، فأخذت الحكومة تبحث وتدرس كل المشروعات الإنتاجية وتعمل علي تنفيذها بأسرع وقت وبكل جهد .
وصدر قرار مجلس قيادة الثورة في 8 أكتوبر 1952م بدراسة مشروع السد العالي
وإمكانية تنفيذه ، فأكدت دراسات أهمية المشروع من الناحية الاقتصادية
وضرورة تنفيذه ، ورغم صعوبة تمويل المشروع وضخامة العمل فيه استدعت مصر
لجنة فنية دولية قامت بدراسة المشروع دراسة وافية ، وصدر تقرير اللجنة في
ديسمبر 1954م يؤكد سلامة المشروع من جميع جوانبه الفنية والاقتصادية .
عرض تمويل مشروع السد العالي وسحبه :
وكان من الضروري أن تحصل مصر علي قرض خارجي يستخدم في استيراد المعدات اللازمة لمشروع السد العالي ، وأبدت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية استعدادها لتقديم المساعدات اللازمة بالاشتراك مع البنك الدولي ، وتقدمت مصر للاقتراض من البنك الدولي فأوفد خبراءه لدراسة وبحث المشروع ، وصدر تقريرهم ونتائجه كما يلي « إن السد العالي سيمثل مرحلة ملحوظة في تطوير اقتصاديات مصر ، فإنه سيرفع الدخل الزراعي بمقدار 40% وسيزيد من دخل الدولة ، إلي جانب الحصيلة المنتظرة من بيع الأراضي المستصلحة ، كما يزيد الدخل القومي لأكثر من تكاليف المشروع ، فضلا عن نحو عشرة مليار كليوات ساعة من الطاقة الكهربائية ، ودخل المشروع سوف يسدد ما علي مصر من مديونات مالية ، والوفاء بالتزاماتها تجاه البنك الدولي والهيئات التي تشترك في التمويل ».
وكان من الضروري أن تحصل مصر علي قرض خارجي يستخدم في استيراد المعدات اللازمة لمشروع السد العالي ، وأبدت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية استعدادها لتقديم المساعدات اللازمة بالاشتراك مع البنك الدولي ، وتقدمت مصر للاقتراض من البنك الدولي فأوفد خبراءه لدراسة وبحث المشروع ، وصدر تقريرهم ونتائجه كما يلي « إن السد العالي سيمثل مرحلة ملحوظة في تطوير اقتصاديات مصر ، فإنه سيرفع الدخل الزراعي بمقدار 40% وسيزيد من دخل الدولة ، إلي جانب الحصيلة المنتظرة من بيع الأراضي المستصلحة ، كما يزيد الدخل القومي لأكثر من تكاليف المشروع ، فضلا عن نحو عشرة مليار كليوات ساعة من الطاقة الكهربائية ، ودخل المشروع سوف يسدد ما علي مصر من مديونات مالية ، والوفاء بالتزاماتها تجاه البنك الدولي والهيئات التي تشترك في التمويل ».
عرض البنك الدولي تقديم نصف تكاليف بناء السد العالي ، والتي قدرت بحوالي
1000مليون دولار ، علي أن تقدم الولايات المتحدة وبريطانيا النصف الآخر
وبالفعل وافقت الدولتان .
وبالرغم من موافقة الغرب علي تمويل المشروع إلا أن مصر استمرت في حملتها ضد حلف بغداد ولم تدخل في منظمة الدفاع عن الشرق الأوسط التي كان من بين أهدافها إلا لم يكن أهمها هو تقويض الاتحاد السوڤيتي في المنطقة والحد من انتشاره وتغلغل نفوذه ، وظل راديو صوت العرب يدعو الدول العربية والإفريقية الي التحرر من سيطرة الاستعمار ، كما قامت مصر بالاعتراف بالصين الشيوعية في السادس عشر من مايو عام 1955م مما أزعج الدول الغربية والولايات المتحدة بصفة خاصه.
وبالرغم من موافقة الغرب علي تمويل المشروع إلا أن مصر استمرت في حملتها ضد حلف بغداد ولم تدخل في منظمة الدفاع عن الشرق الأوسط التي كان من بين أهدافها إلا لم يكن أهمها هو تقويض الاتحاد السوڤيتي في المنطقة والحد من انتشاره وتغلغل نفوذه ، وظل راديو صوت العرب يدعو الدول العربية والإفريقية الي التحرر من سيطرة الاستعمار ، كما قامت مصر بالاعتراف بالصين الشيوعية في السادس عشر من مايو عام 1955م مما أزعج الدول الغربية والولايات المتحدة بصفة خاصه.
وفي أثناء المفاوضات
النهائية بشأن عملية التمويل حدثت بعض الاختلافات بين الطرفين ، مما جعل
دالاس(الرئيس الأمريكي) آنذاك يتخذ قرارا منفردا بالانسحاب من عرض تمويل
المشروع وأبدي صعوبة موقفه ف اتخاذ قرار حاسم كهذا ، وعلي ضوء الموقف
الأمريكي ألغت كل من بريطانيا والبنك الدولي اتفاقهما مع مصر.
وبعد سحب عرض تمويل المشروع قرر الغرب أمرا من اثنين :
١_ اما ان يتجه عبد الناصر الي روسيا ويطلب منها تمويل المشروع.
٢_ وإما أن يتخلي عن المشروع نهائيا.
وبعد سحب عرض تمويل المشروع قرر الغرب أمرا من اثنين :
١_ اما ان يتجه عبد الناصر الي روسيا ويطلب منها تمويل المشروع.
٢_ وإما أن يتخلي عن المشروع نهائيا.
وقد كانت هناك مشاورات سوڤيتية لتمويل لمشروع السد العالي في حين رفض
الغرب القيام بذلك ، وقد انتهت فيما بعد الي اتفاق بين الاتحاد السوڤيتي
ومصر في السابع والعشرين من ديسمبر عام 1958م ، يقوم الاتحاد السوڤيتي
بمقتضاه بتمويل المشروع بفائدة قدرها 2.5% سنوياً ، ثم تبعتها اتفاقية أخري
لتمويل المرحلة الثانية في أغسطس 1960م ، وكانت القيمة الإجمالية للمشروع
حوالي 415مليون جنيه مصري .
وقد عمل في بناء السد 400 خبير سوڤيتي ،
وأُكمل بناؤه في عام 1968م ، وثُبت اخر 12مولد كهربائي عام 1970م ، وافتتح
السد رسميا عام 1971م.
ويعد السد العالي أفضل وأعظم المشاريع في
القرن العشرين حسبما ذكرت الهيئة الدوليه للسدود والشركات الكبري متفوقا
علي مشاريع عملاقة أنشئت في القرن العشرين أيضا مثل "نفق المانش" الذي يربط
بين بريطانيا وفرنسا ، ومطار"شك لاب كوك" الذي يقع في هونغ كونغ..
ليست هناك تعليقات